الأهلي يفاوض محمد السيد.. واللاعب يتمرد على الزمالك

تشتعل أروقة نادي الزمالك بأزمة جديدة بطلها نجم خط الوسط الشاب محمد السيد، الذي وجد نفسه محور صراع شرس بين ناديه الأم الراغب في تأمين مستقبله بعقد طويل الأمد، وبين إغراءات محتملة تلوح في الأفق من الغريم التقليدي، النادي الأهلي.

القضية التي بدأت كمفاوضات تجديد عادية، تصاعدت حدتها لتدخل مرحلة التهديد المباشر من قبل أحمد حسام “ميدو”، عضو اللجنة الفنية بالقلعة البيضاء، بتجميد اللاعب وتدمير مستقبله الكروي إن لم يذعن لمطالب النادي، وذلك على خلفية معلومات تشير إلى وجود تحركات أهلاوية مكثفة لخطف الموهبة الواعدة، ربما عبر سيناريو “الكوبري الأوروبي” الذي أعاد إمام عاشور للقلعة الحمراء مؤخرًا.

تفاصيل الأزمة وموقف اللاعب:

محمد السيد، اللاعب الذي لم يكمل عامه العشرين بعد، يُنظر إليه داخل الزمالك كأحد أبرز المواهب القادرة على حمل راية خط الوسط في المستقبل.

لكن عقده الحالي الذي ينتهي بنهاية الموسم المقبل يمثل قنبلة موقوتة لإدارة النادي، حيث يحق للاعب التوقيع لأي نادٍ آخر مجانًا في فترة الانتقالات الشتوية القادمة (يناير).

ويزيد الطين بلة، بحسب مصادر داخل الزمالك، الميول الأهلاوية لوالد اللاعب، والذي يُتهم بتحريض نجله على رفض عروض التجديد والتمرد تمهيدًا للانتقال للغريم، وهو ما يعيد للأذهان مخاوف سابقة تتعلق بضغوط مماثلة مورست في ملفات لاعبين آخرين.

وقد كشفت مصادر مطلعة أن لجنة التخطيط بالنادي كثفت من محاولاتها للتواصل مع اللاعب ووالده ووكيله أحمد يحيى – وهو نفسه وكيل إمام عاشور – لحسم ملف التجديد. الزمالك لم يبخل في عرضه، حيث قدم للاعب الشاب عقدًا يمتد لخمسة مواسم بقيمة إجمالية تصل إلى 18.5 مليون جنيه مصري، تتصاعد تدريجيًا لتبلغ 6.5 مليون جنيه في الموسم الأخير. هذا العرض يُعتبر سخيًا للغاية بالنسبة للاعب صاعد لم يشارك بانتظام مع الفريق الأول بعد، لكنه قوبل بما وصفته المصادر بـ”مماطلة وتهرب” من جانب اللاعب ووالده، مع تبريرات تتمحور حول رغبة اللاعب في خوض تجربة احتراف خارجي.

تهديدات ميدو وسيناريو الأهلي: أمام هذا التعنت، دخل أحمد حسام “ميدو” بقوة على خط الأزمة. وبحسب ما تم تداوله، وجه ميدو رسالة حادة للاعب ووالده، مؤكدًا أن الزمالك لن يكون “محطة” أو “كوبري” لأي لاعب لتحقيق أهدافه دون أن يستفيد النادي منه ماديًا وفنيًا. وهدد ميدو صراحة بأنه في حال عدم التوقيع على العقد الجديد، سيتم إعادة اللاعب للتدرب مع فريق الناشئين، وسيواجه “سنة كاملة من التجميد قد تنهي مسيرته الكروية”، مشددًا على أن النادي سيجعله “عبرة لغيره” ممن يفكرون في استغلال اسم الزمالك. وأضاف: “من يقدر الزمالك سنقدره، ومن لا يحترم النادي الذي صنعه لن يجد منا إلا الحزم”.

رد والد اللاعب على تهديدات ميدو جاء هادئًا نسبيًا، مؤكدًا أن قرار التجديد لا يزال مبكرًا وأن الأولوية لنجله هي الاحتراف الأوروبي، نافيًا وجود نية للانتقال للأهلي. ومع ذلك، فإن إصرار الزمالك على حسم التجديد سريعًا ينبع من معلومات وصلت للمسؤولين تؤكد وجود مفاوضات فعلية من وسطاء مقربين من الأهلي مع والد اللاعب.

هذه المعلومات عززها الإعلامي كريم رمزي، الذي كشف عن اهتمام لجنة “الإسكاوتنج” بالأهلي باللاعب الشاب، ورؤيتهم له كإضافة مستقبلية قوية. وأكد رمزي أن أحد الوسطاء تواصل بالفعل مع والد محمد السيد، مستفسرًا عن موعد نهاية عقده، وأبلغه باهتمام الأهلي القوي بضمه “بأي طريقة” في حال عدم تجديده مع الزمالك أو احترافه خارجيًا. وألمح الوسيط إلى وعود مغرية تضمنت تشبيه اللاعب بأسماء كبيرة مثل حسام غالي وإمام عاشور، وإمكانية تكرار سيناريو الأخير بالخروج للاحتراف لفترة قصيرة ثم العودة للأهلي.

مستقبل غامض: في محاولة أخيرة لاحتواء الموقف، عرض أحد مسؤولي لجنة التخطيط بالزمالك على اللاعب ووالده الموافقة على رحيله للاحتراف الأوروبي مستقبلًا شريطة وصول عرض مناسب، ولكن فقط بعد توقيع عقد جديد يضمن حقوق النادي. يبقى الوضع معلقًا، بين عرض مالي كبير وتهديدات قاسية من الزمالك، ورغبة معلنة في الاحتراف من اللاعب، وشبح الإغراءات الأهلاوية الذي يخيم على المشهد، ليصبح مستقبل محمد السيد أحد أكثر الملفات سخونة في الكرة المصرية خلال الفترة القادمة.