
تُعد باكستان، الدولة الواقعة في قلب جنوب آسيا، واحدة من أبرز الدول من حيث النمو السكاني السريع، حيث تحتل المرتبة الخامسة عالميًا من حيث عدد السكان. ووفقًا لأحدث الإحصائيات الصادرة عن موقع World Population Review لعام 2024، يُقدّر عدد سكان باكستان بنحو 243,091,968 نسمة، وهو رقم يعكس الزيادة المطردة التي تشهدها البلاد منذ عقود.
ويُعزى هذا النمو المتسارع إلى عدة عوامل ديموغرافية واجتماعية، أبرزها ارتفاع معدل المواليد، حيث لا يزال معدل الخصوبة – أي متوسط عدد الأطفال لكل امرأة – أعلى من المتوسط العالمي.
ويُسهم العدد الكبير من الشباب في بنية المجتمع الباكستاني في تعزيز هذا النمو، إذ تُعد شريحة الشباب من أكبر الفئات السكانية في البلاد، مما يضمن استمرار معدلات الولادة المرتفعة في المستقبل القريب.
عدد سكان باكستان المسلمين
ولم تكن التحسينات في البنية التحتية الصحية والتعليمية بعيدة عن هذا التأثير. فقد أدّت التطورات في قطاع الرعاية الصحية إلى تقليص معدل وفيات الرضع، وزيادة متوسط العمر المتوقع، نتيجة لتحسّن خدمات الصرف الصحي، وتوافر اللقاحات، والرعاية الطبية الأساسية.
كما ساهم توسع الوصول إلى التعليم، وخصوصًا تعليم النساء، في نشر الوعي بأساليب تنظيم الأسرة، وإن كان هذا التأثير لا يزال محدودًا في المناطق الريفية.
إلى جانب ذلك، تلعب الهجرة الداخلية دورًا مهمًا في إعادة توزيع السكان. فالتدفق المستمر من المناطق الريفية إلى الحضرية، بحثًا عن فرص اقتصادية وتعليمية أفضل، ساهم في تسريع وتيرة التحضر في باكستان.
عدد سكان باكستان 2025
وتشهد المدن الكبرى مثل كراتشي، لاهور، وإسلام آباد، تزايدًا سكانيًا مستمرًا يضغط على البنية التحتية ويطرح تحديات تتعلق بالإسكان، والمياه، والصحة، والنقل.
أما بالنسبة للتوقعات المستقبلية، فتُشير تقديرات ديموغرافية إلى أن عدد سكان باكستان قد يصل إلى نحو 270 مليون نسمة بحلول عام 2030، إذا ما استمرت الاتجاهات الحالية على حالها.
ومع ذلك، فإن هذه التقديرات تظل عرضة للتغيير، نظرًا لإمكانية حدوث تحولات سياسية أو اقتصادية أو صحية قد تؤثر على معدلات النمو السكاني.
يبقى التحدي الأكبر أمام صانعي السياسات في إحداث توازن بين النمو السكاني والتنمية المستدامة، لضمان توفير الخدمات الأساسية وتعزيز جودة الحياة في مجتمع سريع النمو.