
بكاء إمام عاشور في مباراة حرس الحدود، في كواليس مؤثرة بعد مباراة الأهلي وحرس الحدود، التي انتهت بخماسية نظيفة لصالح “المارد الأحمر”، كشف مقربون من الفريق عن مشهد إنساني نادر بطلُه النجم المتألق إمام عاشور، الذي دخل في نوبة بكاء داخل غرفة الملابس، وسط حالة من الحزن رغم الفوز العريض.
وبحسب مصادر داخل النادي، جلس إمام وحده بعد المباراة، مغلقًا على نفسه باب غرفة الملابس، يردد كلمات تحمل كثيرًا من الضغط النفسي والغيرة التنافسية:
“مش عارف ليه ده بيحصل معايا.. أنا بعمل كل حاجة لكن هي مش ماشية معايا.. ناقص إيه تاني!.. ده لاعب الزمالك هياخدها مني وأنا بعمل اللي عليا!”.
سبب بكاء إمام عاشور
كلمات إمام جاءت على خلفية رغبته الجامحة في تسجيل الأهداف والمنافسة على لقب هداف الدوري المصري، خاصة مع وجود منافسة قوية من ناصر منسي مهاجم الزمالك. وعلى الرغم من الأداء الكبير الذي يقدمه إمام هذا الموسم، إلا أن غيابه عن التسجيل في المباريات الأخيرة ترك أثرًا نفسيًا عميقًا فيه.
الكابتن محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي، تدخل بنفسه لاحتواء الموقف، وطلب الجلوس مع إمام عاشور على انفراد داخل غرفة الملابس، في محاولة لرفع روحه المعنوية قبل المباريات القادمة.
الخطيب أكد للاعب أن الأهلي فريق جماعي، لا يُقاس النجاح فيه بعدد الأهداف الفردية، بل بالروح، والعطاء، وتحقيق الفوز. لكن إمام عبّر عن ضيقه قائلًا: “أنا بعمل كل حاجة في الكرة، وبقاتل في كل ماتش، وعايز أكون الهداف.. مش عشان نفسي، عشان أحس إن تعبي بيجيب نتيجة”.
محسن صالح يهاجم إمام عاشور
في المقابل، واجه إمام عاشور انتقادات فنية من بعض رموز الكرة. الكابتن محسن صالح، المحلل الرياضي وعضو لجنة التخطيط السابق، انتقد ما وصفه بـ”الأنانية غير المبررة”، قائلًا:
“إمام بيدور دايمًا على الهدف اللي شكله حلو، عايز يعمل لقطة، رغم إنه ممكن يصنع فرص محققة لزمايله.. الكرة مش استعراض، لازم يخف طموحاته الفردية ويفكر بشكل جماعي أكتر”.
وأضاف: “أداءه ممتاز، ولكن محتاج يهدى في آخر لمسة. لو ركز على القرار الصح بدل التسديدة السينمائية، هيبقى من أفضل لاعبي القارة”.
وعلّق الكابتن عماد النحاس، المدير الفني الأسبق، على لقطة بكاء إمام بعد المباراة قائلاً: “ماشوفتش لحظة بكائه، بس كان واضح عليه الزعل بسبب ضياع فرص التهديف. هو عنده طموح مشروع، لكن الأهم إن الفريق يفوز، والجوايز الفردية بتيجي بعد كده”.
أشرف بن شرقي
في السياق ذاته، أجرى الخطيب اجتماعًا مشابهًا مع اللاعب أشرف بن شرقي، الذي أبدى اعتراضه المتكرر على قرارات التبديل. الخطيب أكّد للاعب المغربي ضرورة احترام الجهاز الفني، مشيرًا إلى أن “الفريق فوق الجميع”، وأن الالتزام والانضباط أساس النجاح في الأهلي.
قصة إمام عاشور تختصر صراعًا داخليًا يعيشه العديد من اللاعبين بين حب الذات وروح الفريق، بين المجد الفردي والانتماء الجماعي. ولعل هذه اللحظة العاطفية تُعيد توجيه النجم الموهوب نحو طريق أكثر نضجًا، حيث الأهداف لا تقاس فقط بعدد الكرات التي تسكن الشباك، بل أيضًا بعدد القلوب التي تؤمن بك.