معاد صلاه التراويح، مع غروب شمس اليوم، تستعد المساجد في مصر والعالم الإسلامي لاستقبال أول ليلة من صلاة التراويح، التي تُعد واحدة من أهم الشعائر الروحانية التي يحرص المسلمون على إحيائها خلال شهر رمضان المبارك، لما تحمله من أجر عظيم ونفحات إيمانية تضفي روحًا خاصة على الأجواء الرمضانية.
صلاة التراويح هي صلاة قيام الليل في شهر رمضان، وتبدأ بعد صلاة العشاء وتمتد حتى وقت السحر.
وشُرعت هذه الصلاة اقتداءً بالنبي محمد ﷺ، حيث كان يؤديها منفردًا، إلى أن جمعهم عليها الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما رأى المسلمين يؤدونها فرادى، فوحّدهم على صلاتها جماعة في المسجد النبوي، ومنذ ذلك الحين أصبحت من السنن المؤكدة خلال رمضان.
سبب تسمية صلاة التراويح بهذا الاسم
يرجع اسم “التراويح” إلى عادة الصحابة الكرام، حيث كانوا يستريحون بين كل أربع ركعات نظرًا لطول الصلاة آنذاك، ومع مرور الزمن أصبحت هذه التسمية شائعة بين المسلمين.
وقد حثّ النبي ﷺ على قيام رمضان، فقال في الحديث الشريف: “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه” (متفق عليه). وهذا الحديث يعكس فضل صلاة التراويح في تحصيل المغفرة ومضاعفة الأجر لمن يحرص على أدائها خاشعًا متقربًا إلى الله.
فضل أول ليلة من رمضان
تحمل الليلة الأولى من رمضان روحانية خاصة، حيث يستقبل المسلمون الشهر الكريم بأجواء إيمانية مميزة، ويهيئون أنفسهم للطاعات والعبادات، ومن بينها صلاة التراويح، التي تعد بداية قوية لمسيرة الصيام والتقرب إلى الله خلال هذا الشهر الفضيل.
وفي الليلة الأولى، تتنزل الرحمات والبركات، ويحرص المسلمون على أداء الصلاة جماعة في المساجد، لما في ذلك من تأكيد على وحدة الصف وتعزيز الروح الجماعية في العبادة، كما أن الأجواء الروحانية تنعكس على قلوب المصلين، فتمتلئ نفوسهم بالطمأنينة والخشوع.
عدد ركعات صلاة التراويح وحكم زيادتها إلى 20 ركعة
عدد ركعات صلاة التراويح ليس محددًا بعدد معين، فهي تُصلَّى مثنى مثنى، أي ركعتين ثم التسليم، وقد ورد أن النبي ﷺ كان يصليها 11 ركعة أو 13 ركعة.
وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، اجتمع المسلمون على أدائها بـ 20 ركعة في المسجد النبوي، ومنذ ذلك الوقت استمرت غالبية الدول الإسلامية في إقامة صلاة التراويح بهذا العدد، خاصة في المساجد الكبرى التي تستوعب أعدادًا كبيرة من المصلين.
قرار وزارة الأوقاف بشأن عدد ركعات التراويح
أعلنت وزارة الأوقاف المصرية أن المساجد الكبرى ستقيم صلاة التراويح بـ 20 ركعة هذا العام، لمنح فرصة أكبر للراغبين في تحصيل المزيد من الأجر والثواب، بينما ستقام الصلاة في المساجد الصغيرة بـ 8 ركعات، مع التخفيف في القراءة، حتى يتمكن الجميع من المشاركة في هذه العبادة العظيمة وفقًا لقدرتهم.
وجاء هذا القرار في إطار حرص الوزارة على إحياء سنة الخلفاء الراشدين، وتوفير أجواء روحانية أعمق للمصلين في المساجد الكبرى، مع مراعاة التخفيف في بعض المساجد لتيسير أداء العبادة على الجميع.
موعد أول صلاة تراويح في رمضان 2025
بعد إعلان دار الإفتاء المصرية عن رؤية هلال رمضان، ستُقام أول صلاة تراويح الليلة بعد صلاة العشاء مباشرة في جميع المساجد، وسط إقبال كثيف من المصلين الذين يحرصون على استشعار روح الشهر المبارك من أول ليلة.
وتشهد المساجد في أول ليلة من رمضان حالة من السكينة والطمأنينة، حيث يتوافد المصلون من جميع الأعمار لأداء صلاة التراويح وسط أجواء إيمانية يملؤها الخشوع والروحانية.
وتعج المساجد بأصوات تلاوة القرآن الكريم، حيث يتسابق الأئمة في تلاوة آيات الرحمة والمغفرة التي تبعث السكينة في قلوب المصلين، فيما تمتزج أصوات الابتهالات والأدعية بأجواء الليل، ليشعر الجميع بفرحة استقبال الشهر الكريم.
وتكتمل الصورة الروحانية بمشاركة الأطفال والشباب وكبار السن في الصلاة، حيث يحرص الكثير من الأسر على أداء التراويح معًا، مما يعزز الروابط الأسرية والمجتمعية في هذا الشهر المبارك.
كيفية أداء صلاة التراويح بالطريقة الصحيحة
- تُصلَّى مثنى مثنى، أي ركعتين ثم السلام.
- يمكن أداؤها 8 ركعات أو 20 ركعة وفقًا لقدرة كل مسلم.
- يُختم القيام بـ صلاة الوتر، التي تكون ركعة واحدة أو ثلاث ركعات.
- يفضل أن تُؤدى جماعة في المسجد، لكن يمكن أداؤها منفردًا في المنزل عند الحاجة.
وقد أوصى النبي ﷺ بصلاة الليل، حيث قال: “عليكم بصلاة الليل، فإنها دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى ربكم، وتكفير للسيئات، ومنهاة عن الإثم” (رواه الترمذي).
ومع انطلاق أول صلاة تراويح في رمضان 2025، يعيش المسلمون لحظات خشوع وتقرب إلى الله، حيث يبدأ شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار بأجواء إيمانية عامرة.
ويظل شهر رمضان فرصة عظيمة لتجديد العهد مع الله، ومضاعفة الحسنات، وتعزيز الروح الجماعية بين المسلمين، عبر الصلوات الجماعية، وقراءة القرآن، والتكافل الاجتماعي، ليكون هذا الشهر محطة روحية تملأ القلوب بالنور والإيمان.
