
أسعار الذهب العالمية تسجل قفزات تاريخية.. هل يصل سعر الأوقية إلى 5000 دولار قبل 2027؟.. في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية المتسارعة، يشهد سوق الذهب العالمي طفرة سعرية غير مسبوقة أثارت اهتمام المستثمرين والمؤسسات المالية على حد سواء.
وفي تحليل اقتصادي متخصص، كشف الدكتور محمد عبد الوهاب، المحلل الاقتصادي والمستشار المالي، عن توقعات متفائلة لمسار أسعار الذهب، مشيرًا إلى أن المعدن الأصفر قد يحقق مستوى 5000 دولار للأوقية قبل حلول عام 2027.
وأكد عبد الوهاب أن أسعار الذهب العالمية تتداول حاليًا بين 3020 و3060 دولارًا للأوقية، مقارنة بـ2100 دولار فقط في أبريل 2024، ما يعكس قفزة تاريخية تُقدّر بألف دولار خلال عام واحد.
توقعات سعر الذهب
ولفت إلى أن العائد السنوي للذهب بلغ نحو 45%، متجاوزًا بكثير أداء الأسهم والسندات والعملات الرقمية التي عانت من تذبذبات حادة.
وأوضح عبد الوهاب أن صعود الذهب يعود إلى مزيج من العوامل، في مقدمتها تصاعد التوترات الجيوسياسية، وتزايد عدم اليقين في السياسات النقدية خاصة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تباطؤ الاقتصاد الصيني، واضطرابات سلاسل التوريد العالمية.
سعر جرام الذهب عيار 21 سعر الذهب اليوم
وقال: “هذه العوامل دفعت المستثمرين إلى الاحتماء بالذهب كأحد أبرز الملاذات الآمنة في ظل الظروف العالمية الراهنة”.
وعن التراجع المؤقت في أسعار الذهب إلى ما دون 3000 دولار، أشار عبد الوهاب إلى أن ذلك يُعد حركة تصحيحية طبيعية في مسار السوق الصاعد، سرعان ما أعقبها تعافٍ قوي أعاد الأسعار إلى ما فوق حاجز 3000 دولار، وهو ما عزز ثقة المستثمرين.
الذهب قد يبلغ 5000 دولار قبل 2027
وفي توقعات أكثر جرأة، أشار الدكتور عبد الوهاب إلى أن تحقيق سعر 5000 دولار للأوقية أصبح أقرب من المتوقع، مرجّحًا أن يتحقق ذلك قبل عام 2027، بدلًا من التقديرات السابقة التي كانت تشير إلى الفترة بين 2028 و2030.
وجه عبد الوهاب نصيحة مباشرة للمستثمرين قائلًا: “الذهب اليوم ليس للبيع. من يمتلك المعدن الأصفر عليه الاحتفاظ به، ومن يرغب في الشراء، فالفرصة الآن مواتية قبل انطلاق الموجة الصعودية التالية”.
الذهب من أزمة 2008 إلى قفزات 2025
لطالما كان الذهب مرآة للوضع الاقتصادي العالمي. ففي أعقاب أزمة 2008، قفزت الأسعار إلى 1920 دولارًا، فيما تراجعت بعد استقرار الأسواق.
أما الآن، فإن العوامل المتشابكة، مثل تراكم الديون السيادية، وتآكل الثقة في العملات الورقية، وزيادة الطلب على الذهب من البنوك المركزية في الصين والهند وروسيا، تعزز الاتجاه الصعودي.
بحسب مجلس الذهب العالمي، سجلت مشتريات البنوك المركزية من الذهب أرقامًا قياسية في 2024، وهو ما يشير إلى إعادة هيكلة في احتياطاتها وتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، مما يضيف زخمًا إضافيًا لأسعار الذهب على المدى المتوسط والبعيد.