فضل يوم عرفة.. وأعمال يوم عرفة للحاج
أعمال يوم عرفة.. حيث تُعد وقفة عرفات من أعظم الأيام في التقويم الإسلامي، حيث توافق اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، وتشكل ذروة شعائر الحج وأحد أفضل الأيام التي يُستحب فيها العمل الصالح والدعاء والصيام.
ويولي المسلمون في مختلف أنحاء العالم لهذا اليوم مكانة خاصة، لما ورد في فضله من أحاديث نبوية شريفة تؤكد أنه يوم عظيم تُغفر فيه الذنوب، ويُعتق فيه العباد من النار، وتُستجاب فيه الدعوات.
وقد قال رسول الله ﷺ في فضل هذا اليوم: “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكة.”
وفي حديث آخر حول فضل صيامه لغير الحجاج: “صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده.” رواه مسلم.
ويمتد فضل يوم عرفة ليشمل الحاج وغير الحاج على حد سواء، ففيه يجتمع المسلمون على جبل عرفات، يلبون نداء الله تعالى، ويقفون خاشعين ضارعين بين يديه، يطلبون المغفرة والرحمة، بينما يحرص غير الحجاج على صيامه والابتهال إلى الله، لما فيه من أجر عظيم.
وفي اليوم التالي، يحتفل المسلمون بـعيد الأضحى المبارك، الذي يأتي في العاشر من ذي الحجة، ويُعد العيد الأكبر في الإسلام، لاقترانه بأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو الحج. ويُحيي المسلمون هذا اليوم بتقديم الأضاحي تقربًا إلى الله، إحياءً لسنة نبي الله إبراهيم عليه السلام، الذي فدى الله ابنه إسماعيل بكبش عظيم بعد أن صدق الرؤيا.
ويُعرف عيد الأضحى أيضًا بـ”يوم النحر”، حيث تبدأ أعمال الذبح عقب صلاة العيد مباشرة. وتُوزع لحوم الأضاحي على الفقراء والأقارب وأهل البيت، في مشهد يجسد روح التكافل الاجتماعي والرحمة.
ومن الطقوس الجميلة التي تُميز عيد الأضحى: التكبيرات التي تملأ المساجد والساحات منذ فجر اليوم الأول وحتى آخر أيام التشريق، وصلاة العيد التي تجمع المسلمين صغارًا وكبارًا في مشهد إيماني مهيب، يتبادلون بعده التهاني وتتصافى فيه القلوب وتُمحى الخلافات.
ولا تكتمل فرحة العيد إلا برؤية الحجاج وهم يُكملون مناسكهم، من رمي الجمرات في منى إلى طواف الإفاضة، بعد أن أدوا أعظم فريضة ووقفوا على صعيد عرفات الطاهر، في أجواء تفيض بالإيمان والسكينة.
إنها أيام عظيمة تتجدد فيها الروح، ويعلو فيها صوت التكبير، وتنفتح فيها أبواب الرحمة والغفران لمن أخلص النية، وأحسن العمل، وسعى لنيل رضوان الله.
