
دار الإفتاء أكدت السجود في الصلاة ليس موضعًا للحديث العادي مع الله، حيث أكد الدكتور حسن اليداك، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن السجود في الصلاة لا يجوز أن يكون موضعًا للحديث العفوي أو التحدث العادي مع الله سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى أن ما يقال في هذا الركن من أركان الصلاة يجب أن يكون في إطار الدعاء المشروع فقط.
جاء ذلك خلال ظهوره في برنامج “فتاوى الناس” المذاع عبر فضائية “الناس”، حيث أوضح أن التحدث بالكلام العادي أثناء الصلاة يُعد من “كلام الناس”، وهو ما يؤدي إلى بطلان الصلاة، مستشهدًا بحديث للنبي محمد صلى الله عليه وسلم رواه الإمام مسلم، حول قصة الصحابي معاوية بن الحكم، الذي تكلّم أثناء الصلاة، فاستنكر الصحابة ذلك.
وقال له النبي صراحة: “إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس”.
وهذا الحديث يُعد دليلاً صريحًا على حرمة الكلام غير المشروع داخل الصلاة.
وأضاف الدكتور اليداك أن الدعاء أثناء السجود هو من المواضع التي ورد في السنة النبوية فضلها وأهميتها، لكنه يجب أن يكون دعاءً مأثورًا أو ما يشبهه من الدعاء المشروع، مثل الأدعية المستمدة من القرآن والسنة، كقوله تعالى: “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”
كما أوضح أن كثيرًا من الأدعية الخاصة، مثل: طلب النجاح، أو الفرج، أو رفع الظلم، أو تحقيق الأمنيات، يمكن إدراجها ضمن هذه الصيغ المأثورة، حيث تُعتبر من حسنات الدنيا، بينما الأدعية المتعلقة بالجنة والمغفرة والنجاة من النار تندرج تحت حسنات الآخرة.
وشدد أمين الفتوى على أهمية التفريق بين الدعاء والتحدث العفوي، قائلاً: “إذا أراد الإنسان أن يبوح لربه بكل ما في نفسه من شكوى أو حديث، فليكن ذلك بعد الصلاة، حيث لا قيود عليه في الدعاء”.
أما أثناء الصلاة، فينبغي للمسلم أن يلتزم بالأذكار والأدعية المنضبطة شرعًا، حرصًا على الخشوع وتعظيم شأن العبادة.